الأربعاء، 22 سبتمبر 2010

رغم المطرقة و السندان، عاشت بنقردان !





بقــلم: مسعود جبـــــارة

أيها المحترمون من السيدات و السادة، سيسرد عليكم مصعب بن جبير سجوعه كالعادة، لكن هذه المرة من "الحمادة"، أو بين "الشهبانية" و "الورسنية"، أو من "الطابعي" الى "اسعيدان"، أو من غيرها من مناطق معتمدية بنقردان، المعروفة بتربية النوق و القعدان، و الواقعة على ساحل بحيرة "البيبان"، الممتد من "خوي الغدير"، الى "رأس الجدير".

لم يكن هناك لاصطياد أسماكها الشهيرة و الحيتان، و لا بحثا عن اللحوم الشهية للأرانب البرية أو الغزلان، بل ليرعى شويهات له و عنزات، و حيثما حل الليل في مكانه بات.

كان آمنا في سربه، سعيدا بعبادة ربه، مطمئنا الى صحبة كلبه، الذي لا يبسط ذراعيه إلا بقربه. يكد سعيا وراء الرزق كبقية الأنام، من طلوع الفجر و حتى ينام، في العراء أو تحت الخيام. هكذا كان حاله كل الأيام، سواء في الإفطار أم في الصيام.

كان لا يهتم إلا بإبله وأغنامه، لما رأى يوما في منامه، أن حُكْما صدر بإعدامه، و أن كلابا سودا، ظنّ لِوَهلة أنها أسودا، تهاجم القطيع، بعد أن حيّدت كلبه المطيع. فأطّت الشوارع بهم وحُقَّ لها أن تئط، و استشاط غضبا من أبدا لم يستشط. ولّى صاحبنا الفرار، و كمِنَ ينتظر القرار، الذي قد يتخذه الشعبُ، إذا لم يتملّكه الرعبُ.

جاعت في الزريبة النعاج، و قاق في القن الدجاج، و لم يتذكروا أن لهم قرونا و منقارا، و أنها ليست لتزيدهم هيبة و وقارا. كما ماء القط و عوى الكلب، لما كثر النهب و السلب.

لم ينفع ارتفاع الأصوات في فضح المقالب، و لا في تلبية المطالب، عندها فقط انتبه الجميع لدور الأنياب و المخالب، و أنها أنجع لصد السارق و السالب.

هاجت الدنيا و ماجت، كثرت الإشاعات و راجت. ارتفع اللغط، و ازداد السخَط، فهل سقطت ضحايا، و هل ارتكبت خطايا ؟ صمت الإعلام المباح، و انطفأ نور المصباح، فكان المفتاح، من الفضاء المتاح.
طُرد المهاجمون، و خَرس الواجمون، لكن بقيت في القلب لوعة، رغم أن التكاتف كان في منتهى الروعة. همس أحدهم في أذن مصعب، فانتفض من سباته انتفاض المنهك المتعب: لمَ تتجرأ علينا عصابة، و يفترسوننا كأنهم ذئاب في غابة؟ أتهاجمنا الخنازير و القردة، في شهر تصفد فيه المردة؟. كيف اجتمعوا عبر الحدود، لصفعنا على القفا و الخدود؟

هناك تعليق واحد:

  1. كنت هناك ذات رمضان من سنة 2010. عند اندلاع ثورة بنقردان. عندها قدمت اشباح سود من كل الولايات لتكمم افواه الأهالي المتظاهرين المحتجين بعد كل صلاة التراويح. أشاهد، أشارك، وأروي لكم....وأحرض...لنستعد للثزرة الكبرى

    ردحذف