الجمعة، 28 سبتمبر 2018


أعلام وادي السدر بداية الستينات.

من أعلام وادي السدر بداية الستينات.
بقلم: مسعود جبارة

شيدت المدرسة الابتدائية بوادي السدر في بداية عشرية الستينات من القرن العشرين، وفتحت أبوابها في شهر اكتوبر 1963، لتمثل نقلة نوعية، تعليما وتثقيفا، لمواطني المنطقة، ورفعا لمستوى التمدرس في الجهة. إذ كانت الأمية هي السائدة في مجتمع ريفي رعوي في غالبيته العظمى.

 أ- لم يكن عدد من يتقن القراءة والكتابة يتجاوز عدد الأصابع. كانوا أفرادا لا يفوق عددهم الواحد أو الإثنين من كل قبيلة، سنحت لهم ظروفهم الخاصة بحفظ كامل القرآن الكريم أو أجزاء منه. و كان يسمى مؤدبا كل من يتلو القرآن سواء أحفظ الأحزاب الكثيرة أو اكتفي فقط ببعض السور القصيرة أو ربما بالكاد يجيد نطق الحروف العربية.
أذكر من هؤلاء آباءنا الكرام، وقد اشتهر بعضهم بالرقية الشرعية و التحصين ب"الحصن الحصين" و كتابة " الحروز والحجاب".
1-  الحاج ابراهيم بن خالد
 كان مؤدبا للأطفال في محل تجارته الذي يبعد حوالي الميل عن مركز القرية الحالي قبل أن ينتقل بتجارته إلى حانوته المقابل لباب المدرسة.
2- الحاج شوشان بن سالم  خالد: امتهن التجارة في بقالته وسط القرية.
3- الحاج عبدالله بن مفتاح العباسي. كان مؤدبا واشتهر باتقانه الرقية الشرعية.
4- الحاج عبدالله (امحمد) بن المبروك جبارة؛ 
التحق بنظام التعليم الأصلي في غمراسن حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم  قبل أن ينقطع عن الدراسة.
5- منصور الكعبلي العباسي: حفظ أجزاء عديدة من القرآن الكريم..
6- العكروت الساكت: يجيد الكتابة وقراءة القرآن وامتهن الخياطة.

ب- ورغما عن تلك الظروف البدائية الشديدة الصعوبة، كانت هناك القلة القليلة ممن أفلحوا في الالتحاق بالتعليم الزيتوني، وانتظموا فيه وارتقوا في سلم العلم ودرجات المعرفة. وأتذكر هنا سادتنا الكرام (مع حفظ الالقاب):
1-محسن بن محمد بن عمار الدائمي. تخرج من التعليم الزيتوني وتحصل على الأهلية /الأستاذية في اللغة العربية. وعمل أستاذا للتعليم الثانوي.
2-محمد الفاهم بن امحمد بن عبد اللطيف. ارتقى درجات التعليم الزيتوني وعمل معلما قبل ان يلتحق بكلية الشريعة وأصول الدين ويتحصل منها على الاستاذية.
3-عبدالسلام بريني.. نال الأستاذية في اللغة العربية والتحق بسلك التعليم الثانوي.

ج- ومن أبناء وادي السدر أيضا، و كان من جيل الستينات، لكنه التحق بالتعليم المدني في غير مدرسة القرية، الإخوة الفضلاء:
1- محمد بن علي بن خليفة العباسي. درس الإبتدائي بمدنين، ثم تخرج من كلية العلوم بتونس أستاذا للعلوم الطبيعية وعمل بسلك التعليم الثانوي.
2-البشير بن عثمان بن خليفة العباسي . درس الإبتدائي بمدنين، ثم تخرج أستاذا للتعليم التقني وعمل بسلك التعليم الثانوي.
3- مبارك بن امحمد بن عبد اللطيف عبد الدائم. درس الابتدائي بمدنين ثم تخرج مجازا من كلية الشريعة وأصول الدين وعمل بسلك التعليم الثانوي.

د- كما تنادى ثلة من وجهاء القرية و أعيانها -رغم أميتهم- إلى الإلتقاء على أهمية التعلم و نشر العلم في أوساط الصغار و الكبار. شجعوا أطفالهم على تعلم القرآن الكريم وحفظه في كتّاب "الزاوية" ثم الالتحاق بالمدرسة الابتدائية عندما فتحت ابوابها. (انظر قائمة التلاميذ في تدوينة سابقة).كما كونوا لجنة لبناء المسجد الجامع بالقرية برئاسة الحاج المحجوب جبارة و عضوية كل من الحاج علي بن خليفة، و أبو بكر بن محمد العباسي و الحاج ضو بن عبداللطيف، و الحاج ابراهيم بن خالد، والحاج محمد ثامر و الحاج عون الجراي. وتم بناء المسجد الجامع في نهاية السبعينات وبعد ذلك مئذنته، و على مراحل، بتبرعات الخيرين و أهل الجود و الكرم. و كانوا اسأجروا الشيخ الفقيه الحاج الطاهر قدور مؤدبا يحفظ القرآن الكريم لأبنائهم و مربيا فاضلا لهم و إماما للمسجد و خطيبا و قائما على دروس الفقه الأسبوعية للجميع، وإماما لصلوات التراويح.(إن خير من استأجرت القوي الأمين).
.
رحم الله كل من غادر دنيانا الفانية إلى جنات الخلد، وأطال الله في الخير عمر الباقين، وأدام عليهم نعمة الصحة والعافية..
.
بقلم محبكم، مسعود جبارة. ومن ذكرياته. غفر الله له عن أي تقصير أو خطإ أو نسيان.
.