الخميس، 17 ديسمبر 2020

قمة الحميرية مع حمير القمة

 بقلم مسعود جبارة

المكان المناسب للحمار هو في مربط الحمير، وأن يقاد بلجام ويقيد بحبل قصير؛ الرباط يمنعه من الهروب، والقيد يحد من حركته ليعود مع الغروب. فإن حظي بزريبة مغطاة و أعطي القزاح والشعير، فمولاه رؤوف وصاحب ضمير. 
والأصل أن يربط الحمار في الإسطبل، فالحمير حمير بعد الثورة كما كانوا من قبل.

لكن بلدا اتخذ من الديمقراطية شعارا، قرر ذات سوق انتخابي أن يشتري حماراً ..ومن كبير فرحته به، قرر أن يرفعه إلى سطح القلعة نهارا. لم تنفع معارضة السكان و الأهل، ولا نُصحهم ألا يغادر الحمار الأرض و السهل. فالحمار عند هؤلاء فاقد للعقل، وأنه لا يصلح سوى للحملِ والنّقل، وربما استخدم لفلاحة الحقل.


لكن البلد أغدق على الحمار بدلال يظهره ويبديه ولا يخفيه،  فصار يختار له أطيب أنواع العلف ويقربه إلى فيه، ولا يبخل عليه بأجواء التسلية والترفيه. ثم بدؤوا يعرّفونه من فوق السطح على منطقتهم، وبذلوا في ذلك كل جهدهم وطاقتهم، حتّى يتعرّف على كل زقاق ودرب، عسى أن ينفعهم في زمن السلم والحرب، ويسهر على راحة القطيع والسرب..

وفي آخر النهار أرادوا أن يُنزِلوا الحمار من فوق السطح، فلم يقبل الحمار النّزول من برجه ومد قوائمه وانبطح، ثم وبعد الإلحاح بدأ بالدق وبالرفس والشطح، فيصك هذا ويرفس ذاك ويهاجم الآخر بالعض والنطح. توسّلوا له وحاولوا سحبه، فعاند ولم يقبل أبداً النزول عند رغبة شعبه. ومازال يدق السقف الخشبي رافضا التوقف، ولم ينته إلا عندما سقط به السقف. ولم يسلم أحد ولا شيء مع انهيار الشقف.
هكذا تكون نهاية من يصر على اغتصاب القمة، ومن يرى أن الحميرية ليست مذمة. من المتزلفين والمهوسين بالأضواء والاستغراض، فماتوا مع من مات تحت الأنقاض، ولم ينج إلا من تبرأ و غادر حفاظا على نسله من الانقراض.

#حمير_القمة
#قمة_الحميرية
6 ديسمبر 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق